المسيح الدجال

هل نحن في الأيام الأخيرة؟ ماذا عن المسيح ديان العالم؟ ماذا عن الوحش والنبي الكذاب؟
هذه الأسئلة غيرها تتداول في أذهان وفي أفواه كثيرين وخصوصاً في هذه الأيام التي نعيشها عن أي وقت مضى. إن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يعلن لنا إعلانات من الماضي مثل خلق الأرض وما عليها والسموات وما فيها وما حدث منذ خلق آدم إلى الآن. وهو أيضاً الكتاب الوحيد الذي يعلن لنا إعلانات عن الحاضر وما يمكن أن نفهمه ونعيشه ونتممه الآن في حياتنا على الأرض وما هي خطة وقصد وجودنا في هذه الحياة. وهو أيضاً الكتاب الوحيد الذي يعلن لنا إعلانات عن المستقبل وعن مصير العالم والبشرية بنبوات كثيرة جداً قد تم منها الكثير في تاريخ البشرية وهناك الكثير منها لم يتم بعد. وفي هذه النبذة سوف نتحدث معك على بعض الأحداث التي تنبأ عنها الكتاب المقدس والبعض منها يحدث الآن والبعض الآخر سيحدث في المستقبل القريب.

أين نحن من الأيام الأخيرة؟
"ولكن سيأتي كلص يوم الرب (يوم دينونة العالم) الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" (2بطرس10:3-12). إن هناك أحداث حقيقية في العالم تؤكد ذلك وعلينا أن نميز الأزمنة والأوقات التي نعيش فيها وإن كان ليس لنا أن نعرف بالضبط الأزمنة والأوقات التي جعلها الله في سلطانه.

علامة الوحش: (رؤيا16:13-18 ؛ 9:14، 10).
يخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح سيأتي ثانية لمكافأة المؤمنين ولكن قبيل مجيئه بفترة قصيرة سوف يظهر رجل سيسود على العالم ومجيئه بعمل الشيطان ويدعوه الكتاب المقدس "الوحش"، وسوف يُجبر العالم كله أن يقبلوا علامة الوحش على جباههم أو على يدهم اليمنى. إن الناس كبار وصغار أكثر من أي زمن مضى يثقبون أنفهم وجفون عيونهم ولسانهم وحواجبهم وصرتهم وأجزاء أخرى من أجسامهم ويضعون فيها حلقات. فهذا بالحق عصر ثقب الجسم وختمه بالوشم Tattoo وهذا ما هو إلا تهيئة العالم لعلامة الوحش الإجبارية في أيام الضيقة العظيمة حيث سيجبر كل شخص أن يحمل في يده اليمنى أو جبهته رقم اسم الوحش وهو 666. ولن يقدر أي شخص أن يشتري أو يبيع أو يعمل أي شيء بدون هذا الختم. ولنلاحظ أن كثيرون من عبدة الشيطان وما أكثرهم في هذا الزمن في كل أنحاء العالم وهم يستخدمون هذا الرقم كوشم أو على ملابسهم وهذا فقط تتميم لما أنبأ به الله في الكتاب المقدس من 2000 سنة مضت.
إن الكتاب المقدس يكلمنا عن نهاية العالم وأنه سوف تُقام حكومة واحدة يرأسها ديكتاتور يُدعى بعدة أسماء مثل الوحش أو إنسان الخطية أو ضد المسيح أو المسيح الدجال أو المقاوم.

والآن نسأل سؤال لكي نجيبه ..
ماذا يُعني رقم الوحش 666 ؟
إن حروف الهجاء في اللغتين اليونانية والعبرية (اللغات الأصلية التي كُتب بها الكتاب المقدس) كل حرف من حروف الهجاء له قيمة عددية وفي هذا يختلف القيمة العددية من حرف إلى حرف وهذا يختلف عن الحروف باللغة الإنجليزية.

عصر الكومبيوتر:
إن التقدم العلمي في مجال الكومبيوتر والاتصالات اللاسلكية السريعة يؤكد إمكانية حكم العالم بأشياء مثل الكريدت كارت والديون والأمور الاقتصادية المالية كما كان أيام يوسف حيث ساعد فرعون أن يملك كل شيء حتى الناس باعوا أنفسهم وأرضهم حتى يشترون القمح ليحيوا.

ولماذا سيسمح الله بظهور المسيح الدجال؟
هذا سؤال آخر رائع، وأيضاً الكتاب المقدس يجيبه.
إن قانون الله هو أنه يرسل للعالم عمل الحق بأنواع وطرق كثيرة ولمدة سنين طويلة من خلال الأنبياء ومجيء الرب يسوع المسيح لفداء البشر. ولكن إن لم يصدق الإنسان ويقبل عمل الحق فأرسل الله له عمل الضلال ليصدقه ويُدان. يقول الكتاب المقدس في هذا الصدد: "لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم، إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم… لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي وبينما يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء … الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق … وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلى ذهن مرفوض …" (رومية18:1-28).

عربون العذاب الأبدي
المسيح يقدم محبته ورحمته لك الآن كعربون المحبة حتى يأخذك إلى سماء مجده فهو لا يريد لك العذاب الأبدي ولكن الله عادل لا يستطيع أن يتعامل مع الإنسان في شروره ولكن يعطي الرب للعالم الشرير عربون الدينونة الأبدية (العقاب) أي مقدم العذاب الأبدي الذي سينالونه بعد الموت يوم الدين.
ففي عام 1902 عم الظلام الدامس جزيرة سانت بيار – بقرب أمريكا -والرب أمطر عليها نار وكبريت ، وكتبوا عهنا انه مات 30 ألف نسمة في خلال نصف ساعة ، وهذا عربون فقط للدينونة. هذه النفوس التي احترقت سوف تقابلها الدينونة الحقيقية في نار لا تطفأ ودود لا يموت هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.

في نفس العام 1902 انقلبت مدينة مونت بلي ودفن نحو 400 ألف نسمة وهم أحياء. ثم في عام 1908 دمرت مدينة مرسيليا الإيطالية وكانت تحسب آية في الجمال ودفن تحت الأرض نحو84 ألف وهم أحياء وهل تعلموا أن أهل هذه المدينة تحدوا الله في جريدتهم الرسمية قائلين " أن كنت موجود يا رب أعمل هزة أرضية وبعد ثلاثة ساعات من طلبتهم استجاب الله لهم بهزة أرضية فمات منهم 84 ألف نسمة ، هذا عربون الدينونة .. فكم تكون الدينونة نفسها؟

إن لم تتوبوا فجميعكم تهلكون ..
أخبر قوم الرب يسوع عن الجليلين الذين خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم وعن ثمانية شخص سقط عليهم البرج في سلوام وقتلهم قال الرب يسوع أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم كلا بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لوقا1:13-5). يقول الكتاب المقدس: "سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم وقائلين أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شئ باق هكذا من بدء الخليقة"(2بطرس3:3،4). فالعالم يحلم بالسلام، والأمان في ظل التقدم والرخاء، وأهل العالم مستهزئين بالله وأعماله، لأن سلامهم مُعتمد على ذكائهم وقدراتهم، وحينما يقولون سلام وأمان حينئذ يأتي الرب بالهلاك المباغت كالمخاض للحبلى فلا ينجون. هكذا صرح الرب قائلاً: "ليس سلام قال إلهي للأشرار" (إشعياء21:57). هذا سيكون حال العالم كله عند مجيء الرب يسوع المسيح ثانية (2تسالونيكي7:1،8).

والآن ربما تسأل قائلاً ..
ماذا أفعل لكي أخلص وأضمن الحياة الأبدية؟

تحتاج أن تعرف هذه الحقائق:
أنت خاطئ مثل كل باقي البشر لأنك ورثت خطية آدم أبونا ولأنك أخطأت كثيراً (رومية11:3،12 ؛ إشعياء6:53).
ولأنك خاطئ فأنت هالك لأن حكم وعقاب الخطية بحسب كلام الله هو هلاك أبدي وعذاب في نار لا تُطفأ ودود لا يموت (رومية23:6 ؛ رؤيا8،21).
ولأنك هالك فأنت تحتاج إلى مخلص ولأن الله عادل عدالة كاملة ومطْلقة فتحتاج إلى شخص يدفع ثمن ذنوبك عنك (يدفع كفالة) ولم يفعل ذلك إلا المسيح عن طريق موته لأجلك
والآن إن الأمر في غاية من السهولة. فكل أمر يمكن أن يتم إذا بدأت. نعم لابد وأن تبدأ بقرار من القلب تؤمن بالمسيح الذي مات وهو قام في اليوم الثالث كما في الكتب وهو المسيح الحي الذي حمل خطاياك، وأمراضك، ولعناتك على الصليب كضحية عنك، وقام، وهو آتٍ ثانية. تعال إليه .. أقبل إليه وأسأله أن تبدأ معه علاقة جديدة وقل:

 يا رب إنني أحتاج إليك .. أحتاج أن أتخلص من عبودية عدوي إبليس.. أنت وحدك الذي مُتْ بدلي على الصليب .. أنت وحدك المسيح الحي الذي تقدر أن تسمعني الآن وتحررن.. خلصني فأنت المخلص الوحيد.. أحبك يا رب ياقوتي .. آمين.

بقلم: الدكتور القس نبيل أسعد