عائلة آدم وعائلة المسيح

"صار آدم الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً.. الإنسان الأول من الأرض ترابي والإنسان الثاني الرب من السماء (1كو45:15 ،47)

هل وقفت يوما وسرحت بخيالك متمنياً أن تكون من عائلة أخرى غير عائلتك التي تنتمي إليها الآن؟

ربما عائلتك ليست بالمستوى الاجتماعي الذي تتمناه. أو ربما أحد أفراد عائلتك يحيا في شر يُخزي ,  أو ربما أيضاً كنت تتمنى أن تكون عائلتك عائلة غنية أو عائلة مقدسة أو عائلة.  لها اسم برّاق أو ميراث أو تراث ثمين أو جنسية مشرّفة.
نعم كل إنسان يولد في عائلة لا يختارها لنفسه ولكن ما رأيك إن كان الكتاب المقدس يخبرنا أنك اليوم يمكنك أن تختار الانتماء إلى عائلة تختارها بنفسك؟. ولكن لا يوجد أمامك إلا اختيار واحد فقط من اثنين وعليك أن تقرر. ولكي ما يمكنك أن تقرر أي من العائلتين تود الانتماء إليها عليك أن تتعرف أولاً على تاريخ ومزايا هاتين العائلتين، وما هو ميراثك الذي سوف ترثه في كل منهما حتى تختار الاختيار الصحيح لأنه اختيار أبدي.

"صار آدم الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً.. الإنسان الأول من الأرض ترابي والإنسان الثاني الرب من السماء (1كو45:15 ،47)

هل وقفت يوما وسرحت بخيالك متمنياً أن تكون من عائلة أخرى غير عائلتك التي تنتمي إليها الآن؟

ربما عائلتك ليست بالمستوى الاجتماعي الذي تتمناه. أو ربما أحد أفراد عائلتك يحيا في شر يُخزي ,  أو ربما أيضاً كنت تتمنى أن تكون عائلتك عائلة غنية أو عائلة مقدسة أو عائلة.  لها اسم برّاق أو ميراث أو تراث ثمين أو جنسية مشرّفة.
نعم كل إنسان يولد في عائلة لا يختارها لنفسه ولكن ما رأيك إن كان الكتاب المقدس يخبرنا أنك اليوم يمكنك أن تختار الانتماء إلى عائلة تختارها بنفسك؟. ولكن لا يوجد أمامك إلا اختيار واحد فقط من اثنين وعليك أن تقرر. ولكي ما يمكنك أن تقرر أي من العائلتين تود الانتماء إليها عليك أن تتعرف أولاً على تاريخ ومزايا هاتين العائلتين، وما هو ميراثك الذي سوف ترثه في كل منهما حتى تختار الاختيار الصحيح لأنه اختيار أبدي.

هل أنت مُصيّر أم مُخيّر؟
خلق الله آدم في حرية إرادة كاملة ووضعه في جنة عدن التي كانت تمتلئ بجميع المخلوقات وجعله هو سيدها والمتسلط على كل ما فيها (تكوين26:1-28). كان يجد كل ما يتمناه يأمر جميع المخلوقات فتطيعه حتى بما فيها الحيوانات المتوحشة حيث لم تكن آنذاك متوحشة والتي كانت تعيش معه ولا تضره، كان لا يتعب ولا يعمل بيده في الأرض ليأكل ثمرها. لا يمرض ولا ينتظر الموت ويخافه، والأعظم من هذا كان في سلام كامل مع الله مُستمتعاً براحة عظيمة وسعادة غامرة ناتجة عن شركة قوية مع الله فكان يسمع صوته ويتحدث معه باستمرار. بالطبع كان لآدم بداية عظيمة ولكن نهايته لم تكن هكذا.

ظهور اللص الخطير:
وفجأة ظهر لص خطير ليسلب منه جميع هذه الامتيازات وقد آتي مختفياً وقدم له عروضاً كاذبة، أغراه فأطاعه فسرق منه حريته ثم سرق منه كل شئ.

جاء ذلك اللص في صورة حيّة تتكلم إنه كان الشيطان. وفوجئ آدم بأمور غريبة وسريعة تحدث في داخله، قد فُتِحت عينيه على الشر وأبتدأ يعرف الخطية ويشعر بخزي وعُرْي ولم يعد له سلام مع الله فشعر أنه يريد الاختفاء من الله ويريد الاختفاء من واقعة وعُريه. فأبتدأ يخفي عُريه بنفسه فصنع أوراقاً من الشجر وخيطها ووضعها على جسده المُعَرّى دون جدوى. وبهذا دخلت الخطية إلى حياته ومنه إلى كل عائلته (نسله) وصار عليه أن ينال عقاب قانون الله العادل والذي نصه "أجرة الخطية موت" (رومية23:6). وهنا بدأ الموت بأنواعه الثلاثة يعرف طريقه إلى آدم والبشرية كلها (بني آدم):
أولاً: الموت الروحي: والذي هو أصعب أنواع الموت التي واجهها آدم أولا: وهو الانفصال عن الله، فانفصل آدم عن حضرة الله، وعن الشركة معه وصار هناك حاجز أو حجاب يحجب الإنسان عن الله.

ثانياً: الموت الأبدي: وهو الموت الذي لا نهاية له في الجحيم الأبدي (الذي ليس له نهاية) – النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا يموت.
ثالثاً: الموت الجسدي: وهو موت الجسد الطبيعي وتحلله في القبر.

ومات آدم الأول وترك لنا الموت ميراثاً لنا كأولاد له ومن عائلته. ولكن شكراً لله لم تنتهي الصورة على هذه النهاية المؤلمة لقد جاء آدم الأخير ليغير هذه الصورة حتى أن كل من ينضم إلى عائلته يعطيه شهادة ميلاد مختومة منه ليغير ميراثه وهذه الشهادة تختم بخاتم خاص وهو خاتم الدم الذي سفكه لأجل من أحبهم وآدم الأخير هو الرب يسوع المسيح نفسه الذي أحب كل أعضاء عائلة آدم الأول فأتي ليسترد لهم كل ما سلبه منهم ذاك اللص المختفي أتي ليبدل الموت بحياة آتي ليحول عار الهزيمة إلى نصرة أتي ليشق الحجاب الذي يفصل بين الله والإنسان أتي للمصالحة ليضمن لعائلته الجديدة شركة حقيقية مع الله عن طريق الروح القدس.

ولكن كيف يصير الإنسان من عائلة آدم الأخير؟
لكي تصير من عائلة آدم الأخير لابد وأن تولد من فوق. وهذا ليس عن طريق التدين أو تحسين السلوك ولكن بالإيمان بكل بساطة بالرب يسوع أنه مات لأجلك وصُلِب. هذا يتم إذا دعوته ليملك على حياتك سيأتي بروحه القدوس ويسكن فيك ويجدد حياتك يعطيك طبيعة جديدة. وهذا الميلاد الثاني يتم في لحظة واحدة كما حدث مع لص الصليب الذي دعاه الله ليكون معه في الفردوس ومع ذكا العشار الذي قال له الرب يسوع "اليوم حصل خلاص لهذا البيت". هؤلاء فعلوا شيئاً واحداً وهو أنهم قبلوا الرب يسوع كمخلص شخصي لحياتهم ويقول الكتاب "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه" (يوحنا12:1).

والآن ربما تسأل قائلاً ..
ماذا أفعل لكي أخلص وأضمن الحياة الأبدية؟

تحتاج أن تعرف هذه الحقائق:

  • أنت خاطئ مثل كل باقي البشر لأنك ورثت خطية آدم أبونا ولأنك أخطأت كثيراً (راجع .. رومية11:3،12 ؛ إشعياء6:53).
  • ولأنك خاطئ فأنت هالك لأن حكم وعقاب الخطية بحسب كلام الله هو هلاك أبدي وعذاب في نار لا تُطفأ ودود لا يموت (رومية23:6 ؛ رؤيا8،21).

ولأنك هالك فأنت تحتاج إلى مخلص ولأن الله عادل عدالة كاملة ومطْلقة فتحتاج إلى شخص يدفع ثمن ذنوبك عنك (يدفع كفالة) ولم يفعل ذلك إلا المسيح عن طريق موته لأجلك

والآن إن الأمر في غاية من السهولة. فكل أمر يمكن أن يتم إذا بدأت. نعم لابد وأن تبدأ بقرار من القلب تؤمن بالمسيح الذي مات وهو قام في اليوم الثالث كما في الكتب وهو المسيح الحي الذي حمل خطاياك، وأمراضك، ولعناتك على الصليب كضحية عنك، وقام ليعطيك حياة النصرة.

تعال إليه .. أقبل إليه وأسأله أن تبدأ معه علاقة جديدة وقل:

يا رب إنني أحتاج إليك .. أحتاج أن أتخلص من عبودية عدوي إبليس.. أنت وحدك الذي مُتْ بدلي على الصليب .. أنت وحدك المسيح الحي الذي تقدر أن تسمعني الآن وتحررن.. خلصني فأنت المخلص الوحيد.. أحبك يا رب ياقوتي .. آمين.

بقلم: الدكتور القس نبيل أسعد